الأربعاء، 26 فبراير 2014

حصى الكلى

                                          حصى الكلى 
حصى الكلى يعتبر من أشد و أقوى ما قد يؤلم الإنسان إذا ما وجد . و حصى الكلى كما يشير إليه علماء الآثار والتاريخ وجد في الأجسام المحنطة للفراعنة المصريين أي لأجسام يصل أعمارها 7000 سنه  .
حصى الكلى من الأمراض الشائعة جدا بالنسبة لبقية الأمراض التي تصيب  المجاري البولية ويعتقد أن 10 % من المجتمعات سوف يعاني أفرادها في وقت ما من حياتهم من مشاكل ترجع أسبابها إلى حصى الكلى.
الرجال وكما لوحظ من خلال الأبحاث العلمية عرضه أكثر للإصابة بحصى الكلى من النساء . كما أن البيض من الرجال أكثر من غيرهم من السود إصابة بحصى الكلى .
حصى الكلى تصيب الأعمار ما بين 20 40 سنه  ومن يحمل أكثر من حصى واحدة في الكلية فإنه عرضه أكثر من غيره لتكرار تكون حصيات أخرى في الكلى .
معظم الحصى المتكونة في الكلى يتم التخلص منها بطريقة  غير محسوسة خلال التبول ودون أي تدخل علاجي . في حال استمرار أعراض الإصابة بحصى الكلى من ألم وخلافه فإنه يوجد هنالك العديد من الطرق الحديثة والتي يمكن استخدامها كعلاج لحصى الكلى دون اللجوء للحل الجراحي 
                                                                                  
                                                      كيف يتكون حصى الكلى ؟
يتكون حصى الكلى من ترسبات كريستاليه تنفصل عن البول ويتم بناء الحصى عليها في الجدار الداخلي للكلى . حيث أن بول الإنسان الطبيعي يحتوي على مواد مثبطه تمنع تكون الترسبات وهذه المواد المثبطة قد لا توج لدى كل إنسان وبالتالي يكون لدى هؤلاء الناس القابلية للاصابه بحصى الكلى وفي حال بقاء هذه الترسبات في أحجام صغيرة فإنه وبشكل تلقائي يتم التخلص منها مع البول دون أدنى شكوى .
حصى الكلى تكون بأشكال ومكونات مختلفة ويعتمد ذلك على مكونات البول ومن أكثر المكونات الحصوية في الكلى شيوعا هو ذلك الحصى الغني بالكالسيوم بالاضافه إلى الفوسفات وهي من المواد التي يتناولها الإنسان في غذائه اليومي وتشكل جزء مهم من عظامه وتعمل في خلايا عضلاته .
ومن أنواع حصى الكلى ما يتكون بفعل الالتهابات البكتيرية للمجاري البولية والكلى وتسمى ( Struvite )وهنالك نوع من حصى الكلى اقل شيوعا وهو ما يتكون بفعل الزيادة في معدل اليوريك أسد في البول .
ولا يوجد علاقة أبدا بين الحصى المتكون في الكلى وبين الحصى المتكون في المرارة حيث لكل مسبباته المختلفة وبطريقة أخرى ليس بالضرورة لمن أصيب بحصى في الكلى أن يصاب بحصى في المرارة والعكس صحيح .
                                                                                             
                                                اسباب حصى الكلى 
الطبيب في كثير من الأحيان لا يستطيع التوصل لمعرفة سبب تكون هذه الحصايات في الكلى وان كان البعض يعتقد أن لبعض العادات الغذائية دور في تكوين مثل هذا الحصى في الكلى و لكن الكثير من الأطباء لا يؤمنون بذلك كسبب يمكن الاستناد إليه .
الأشخاص الذين لديهم في الأسرة أو العائلة مرضى مصابين بحصى الكلى عرضه كثر من غيرهم للاصابه بأعراض مماثلة في الكلى .
المرضى الذين يعانون من التهابات الكلى البكتيرية المتكررة قد يكونوا عرضة لحصى الكلى وكذلك بالنسبة لمرضى الكلى الكيسي ( Cystic Kidney ) والمرضى الذين يعانون من زيادة إفراز الغدة جارة الدرقية (  Hyperparathyroidism ) والمرضى الذين يعانون من مشاكل تأيضية وراثية (Metabolic Disorders ) ومن أمثلتها(Cystinuria ) و (Hyuperoxaluria ) وكلتهما قد تؤديان للمعانه من حصى الكلى . حيث أن كلى مرضى Cystinuria  ينتجون كميات كبيرة من حمض Amino Acid Cystine والذي لا يذوب بالبول وبالتالي يترسب ليساهم في تكوين الحصى في الكلى أما بالنسبة لمرضى Hyperoxaluria فان بعض المرضى تنتج أجسامهم كميه كبيره من هذه الأملاح مما يجعل جزء من هذه الأملاح يظهر في البول وبالتالي تكوين الحصى الكلوي في هذه الحالات وارد .
وكذلك 70 % من المرضى الذين يعانون من ( Renal Tubular Acidosis ) سوف يعانون من حصى الكلى .
وجود نسب عالية من الكالسيوم في الدم نتيجة امتصاصها بكميات كبيرة من الغذاء يؤدي إلى زيادة في معدل الكالسيوم في البول وبالتالي زيادة احتمالية وجود ترسبات من الكالسيوم الكريستالية في الكلى مع ترسبات الفوسفات والكز ولت . ومن أسباب حصى الكالسيوم في الكلى وجود بعض الالتهابات المزمنة في الجهاز الهضمي وخصوصا التهابات القولون و إجراء بعض العمليات الجراحية في الأمعاء  .
ومن المسببات الأخرى لحصى الكلى مرض النقرس ( Gout ) والمرضى الذين  يتناولون جرعات زائدة من فتامين د  .
كما أن وجود أي ضيق أو انسداد في المجاري البولية يؤدي في النهاية لتكون الحصى في الكلى بسبب ركود البول وتكون الترسبات .
                                                                                             
                                   أعراض الإصابة بحصى الكلى 
أول أعراض حصى الكلى الألم الشديد ويكون الألم مفاجئ ومع حركة الحصى في المجاري البولية مسببه انغلاق للمجرى البولي ويشعر عندها المريض بألم يشبه المغص حاد جدا في الظهر والجنب المتواجد فيه الحصى قد يصاحبها شعور بالغثيان أو التقيؤ وفي وقت لاحق قد يشعر بالألم في منطقة الخصية .
في حال إذا ما كان الحصى كبير في الحجم ويصعب مروره خلال المجاري البولية والحالب عندها يستمر الألم طالما عضلات الحالب مستمرة في الانقباض محاولة تحريك الحصى .
مع استمرار حركة الحصى قد يشاهد بعض الدم في بول المريض من جراء خدش الحصى لجدار المجاري البولية أثناء حركتها .
بوجود الحصى في المثانة قد يشعر المريض بالرغبة الجامحة بالتبول و باستمرار وبالتالي يزداد عدد مرات دخوله الحمام مع خروج كميات بسيطة من البول في كل مرة .
الشعور بحرقة عند التبول
ارتفاع في درجة الحرارة ورعشة وشعور بالبرد  مع تواجد بقية الأعراض المرضية السابقة تشير لوجود التهاب في الكلى تستوجب الذهاب إلى الطبيب لوصف العلاج اللازم .
                                                                                             
                                     تشخيص حصى الكلى
في حالات معينه قد توجد حصى الكلى بدون أعراض ظاهرة أو محسوسة وتكتشف عن طريق الصدفة البحتة عند إجراء أشعة سينية لمنطقة الحوض أو البطن ضمن الفحص الصحي الشامل , مثل هذه الحصوات تذهب عبر المجاري البولية مع البول إلى خارج الجسم دون الشعور بها ومن دون تدخل علاجي .
في معظم الحالات يتم اكتشاف الحصى في الكلى بالأشعة الصوتية لفحص شخص يعاني من وجود الدم في البول أو يعاني من مغص كلوي حاد وبهذا النوع من الفحص يمكن تحديد حجم وموقع الحصى من المجرى البولي .
تحاليل الدم والبول قد تساعد الطبيب في اكتشاف المواد الغير طبيعية والتي تعمل على تكون الحصى في الكلية .
قد يلجأ الطبيب إلى عمل فحص للكلى باستخدام نوع خاص من الأشعة يسمى (IVP (intravenous pyelogram) ) والذي من خلاله يستطيع الطبيب تحديد طريقة العلاج المناسبة للمريض .
                                                                                             
                                علاج حصى الكلى
معظم المرضى المصابين بحصى الكلى يمكن علاجهم بدون التدخل الجراحي , كما أن حصى الكلى لدى معظم المرضى تخرج من أجسامهم عبر المجاري البولية دون حتى أن يشعروا بوجودها وينصح دائما بشرب كميات كبيرة من الماء من لترين إلى ثلاثة إلى أربعة لترات يوميا لأن ذلك يساعد في دفع الحصى عبر المجاري البولية مع البول .
أول خطوة في العلاج الوقاية :
المرضى الذين يكتشف لديهم اكثر من حصى واحدة في الكلى عرضه أكثر من غيرهم لتكرار الإصابة بحصى الكلى ولذلك الوقاية جدا مهمة في مثل هذه الحالات وأول خطوة للوقاية هو معرفة السبب المؤدي لتكوين حصى الكلى لذلك طبيب المسالك البولية سوف يطلب بعض الفحوصات العامة مثل فحص الدم والبول وذلك بعد اخذ القصة المرضية للمريض كاملة مع التعرف على بعض العادات الغذائية المتبعة أيضا .
وفي حال تم التخلص من الحصى بأي من الطرق المتبعة طبيا يرسل الحصى إلى المختبر ليتم فحصها وتحديد مكوناتها .
قد يطلب الطبيب من المريض جمع البول خلال 24 ساعة وذلك بعد إزالة الحصى من الكلى ليتم حساب حجم البول ونسبة حموضته ولحساب معدل الكالسيوم والصوديوم واليوريك أسد والإكزولت والسيتريت والكيرياتينين الموجودة في البول وهذه المعلومات تساعد الطبيب في الكشف عن سبب تكون الحصى .
وقد يطلب الطبيب إعادة التجربة السابقة في جمع البول لمدة 24 ساعة وذلك للتأكد من أن الدواء الموصوف للمريض يعمل كما يجب .
 
تغيير نظام حياتك :
أبسط وأسهل طريقة يمكن أن تمارسها بحياتك اليومية للوقاية من الإصابة بحصى الكلى هو شرب كميات كبيرة من الماء كل يوم وخصوصا بين الأشخاص الذين سبق لهم المعاناة من حصى الكلى .
للمرضى الذين يعانون من وجود نسب عالية من الكالسيوم أوالإكزولت في البول عليهم الإقلال من تناول الأطعمة التي تحتوي عليها وينصح المرضى الذين لديهم زيادة في مادة الإكزولت بتناول كميات اكبر من الكالسيوم لما قد يعود عليهم بالفائدة وقد يمنع المرضى الذين لديهم معدلات أكبر من الكالسيوم بتجنب تناول فيتامينات د و أنواع معينه من أدوية الحموضة والتي لها علاقة مباشرة برفع معدل الكالسيوم في الجسم .
المرضى الذين لديهم حموضة زائدة في البول عليهم بالتقليل من تناول الأغذية اللحمية والسمك والطيور لان هذا النوع من الغذاء يرفع من نسبة حموضة البول .
المرضى الذين يعانون من حصى (Cystine) ينصح لهم بتناول كميات كبيرة من الماء وذلك للتخفيف من نسبتها في البول وينصح بشرب هذه الكميات الكبيرة من الماء قبل النوم .
 
العلاج بالأدوية :
الطبيب قد يصف بعض الأدوية لمنع الحصى المتكون من الكالسيوم أو اليوريك أسد وهذه الأدوية تغير من نسبة حموضة أو قاعدية البول والتي تعتبر مفتاح تكون الحصى .
 ( Allopurinol ) قد يساعد المرضى الذين يعانون من زيادة في الكالسيوم في البول أو اليوريك أسد
ومن الطرق الأخرى للتحكم بنسبة الزيادة في معدلات الكالسيوم في البول لمنع تكون الحصى استخدام أنواع معينه من مدرات البول ومن أمثلتها ( Hydrochlorothiazide ) هذا الدواء يقلل من نسبة الكالسيوم الممتص من الكلى إلى البول .
أما بالنسبة للمرضى الذين يعانون من زيادة في امتصاص الكالسيوم من الجهاز الهضمي فيمكن استخدام دواء )   Sodium Cellulose Phosphate ) والذي يرتبط مع الكالسيوم ويمنع امتصاصها من الجهاز الهضمي .
أما مرضى حصى (Cystine)  والذين لم يستجيبوا لشرب كميات كبيرة من الماء عندها قد يصف الطبيب دواء (Thiola ) والذي يعمل على التقليل من ظهور مادة السيستين في البول .
أما بالنسبة لمرضى حصى (Struvite ) والمتكون بسبب الالتهابات البكتيرية في الكلى فبعد إزالتها أول خطوة للوقاية من تكرر مثل هذه الحصوات هو جعل البول والجهاز البولي خالي تماما من هذه البكتيريا باستخدام العلاج بالمضادات الحيوية المناسبة والتي يصفها الطبيب والموضحة في موضوع التهاب المجاري البولية بالتفصيل وعلى المريض إجراء اختبارات الكشف عن التهابات الجهاز البولي من وقت إلى آخر للتحرز واخذ العلاج مبكرا حال الإصابة بها .
واذا ما تعذر إزالة حصى (Struvite ) فقد ينصح الطبيب باستخدام بعض العلاجات ومنها   Aetohydroamic Acid (AHA) مع مضاد حيوي لفترة طويلة وذلك لمنع ظهور البكتيريا مرة أخرى لتفادي تكون حصى الكلى وزيادة حجمها .
وللوقاية من حصى الكلى المتكون من الكالسيوم الناتج عن مرض الزيادة في إفراز هرمون جارات الدرقية  (Hyperparathyroid ) اللجوء إلى العمل الجراحي وارد وهو أيضا علاج لتضخم هذه الغدة .
 
العلاج الجراحي :
قد نحتاج إلى التدخل الجراحي لعلاج بعض حالات حصى الكلى وذلك في الحالات التالية :
إذا لم يخرج الحصى مع البول مع استمرار المعاناة من الألم
إذا كان الحصى كبير الحجم ويتعذر عليه الخروج عبر المجاري البولية
إذا اغلق الحصى المجرى البولي
إذا تسبب في التهابات الكلى البكتيرية
إذا تسبب في تلف الأنسجة الكلى أو وجود دم مستمر مع البول
إذا كان يزداد في الحجم مع الوقت ويلاحظ عن طريق المتابعة بأشعة X
 
Extracorporeal Shockwave Lithotripsy
استخدام الأمواج الصوتية كصدمات لتدمير الحصى تعتبر من أكثر العمليات استخداما الآن حيث أن الأمواج الصوتية الصادرة من خارج الجسم عبر جهاز خاص والتي تعبر الجلد إلى داخل الجسم حتى تصطدم بالحصى الموجود داخل الكلى مسبة لها مثل الصدمة أو الضربة تعمل على تفتيتها ليصبح في الأخير مثل حبات الرمل والذي يخرج بسهولة مع البول عبر المجاري البولية .
قد يستخدم الطبيب الأشعة الصوتية أو أشعة اكس لمساعدته في البحث عن الحصى ليوجه إليها الصدمة الموجية وقد يستخدم الطبيب بعض أدوية التخدير لاراحة المريض .
الرجوع تماما للحياة اليومية بعد عدة أيام من إجراء العملية .
من المضاعفات الجانبية للعملية معاناة المريض من وجود الدم في البول والذي يستمر لعدة أيام بعد إجراء العملية ثم تزول تماما كما قد يتواجد على الظهر والبطن بعض الكدمات الناتجة عن الصدمة الموجية وهي غير مخيفة .
طبعا ينصح الطبيب المرضى قبل إجراء العملية بالتوقف عن تناول أدوية الأسبرين والأدوية الأخرى التي تزيد من زمن تخثر الدم بمعنى آخر تزيد من سيولة الدم  قبل أسابيع من إجراء العملية وذلك للتقليل من المضاعفات الجانبية المحتملة من جراء العملية  .
طبعا و بطبيعة الحال الحصى المتكسر والذي يخرج عبر البول قد يجعل المريض يشعر بعدم الارتياح خلال فترة التخلص منه عبر البول وفي حالات أخرى قد يلجأ الطبيب إلى إدخال أنبوب إلى داخل الحالب يساعد في إخراج هذه الحصيات المتكسرة وفي حالات أخرى قد لا يتحطم الحصى بشكل جيد من العلاج الأول عندها قد تجرى عملية أخرى لإتمام سابقتها في تحطيم الحصى .
 
Percutaneous Nephrolithotomy
قد يحتاج الطبيب إلى جراء عملية عبر الجلد وصولا إلى الكلى للتخلص من بعض الحصيات الكبيرة جدا والتي يصعب التخلص منها بالصدمات الصوتية نظرا لحجمها الكبير و أحيانا أخرى لموقعها من الكلى والذي لا يسمح باستخدام مثل هذه العمليات .
معظم المرضى بعد العملية يبقوا في المستشفى لعدة أيام مع وجود أنبوب ( Nephrostomy Tube ) متصل بالكلى خلال فترة التئامها .
من مميزات هذه العملية إزالة الحصى دونما الاعتماد على خروجها من تلقاء نفسها عبر المجاري البولية .
 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق