الثلاثاء، 4 مارس 2014

التهاب الاذن الوسطى عند الاطفل




                    التهاب الاذن الوسطى عند الاطفل 


يعتبر التهاب الأذن الوسطى (Otitis Media) ثاني أكثر الأمراض شيوعا عند للأطفال وخاصة في فصل الشتاء بعد التهاب الجزء العلوي من الجهاز التنفسي (Upper Respiratory Tract Infection) , ويُصنف التهاب الأذن الوسطى الى الالتهاب الحاد أو المزمن أو الارتشاحي . 
من المعروف أن الأذن البشرية تتكون من ثلاثة أجزاء  أولها الأذن الخارجية أو «صيوان الأذن» ووظيفتها تجميع الموجات الصوتية وتوصيلها عبر قناة الأذن الخارجية إلى الغشاء الرقيق الذي يدعى طبلة الأذن، والذي يهتز تبعا لتلك الأصوات.
أما الجزء الثاني فهو الأذن الوسطى التي تمثل التجويف عظمي في الجمجمة يحتوي على ثلاث عظيمات صغيرة، وظيفتها تضخيم الموجات الناجمة عن الأصوات ونقلها للأذن الداخلية , وتتصل الأذن الوسطى بالجزء الأنفي من البلعوم عن طريق قناة أوستاكي (Eustachian Tube) والتي تقوم بعملية التهوية ومعادلة الضغط خلف طبلة الأذن مع الضغط الخارجي حتى لا تتمزق تلك الطبلة.
وأخيراً الأذن الداخلية المسؤولة عن توصيل الذبذبات الصوتية عن طريق العصب السمعي إلى الدماغ، الذي يقوم بدوره بترجمة هذه الذبذبات إلى معانٍ مفهومة. كما أن الأذن الداخلية أيضا مسؤولة عن الحفاظ على توازن الجسم والإحساس بوضعيته، عبر عضو يشبه في وظيفته ميزان الاستواء (ميزان الماء Bubble level) الهندسي المستخدم في أعمال البناء.
التهاب الأذن الوسطى
تتكرر اصابة الأطفال بالتهاب الأذن الوسطى الحاد وخاصة في مراحل عمرية مبكرة حيث يتعرض نحو 30 % من الأطفال دون سن السابعة لالتهاب الأذن الوسطى من خمس إلى ست مرات في العام الواحد , وتقل النسبة  في الفئة العمرية الأكبر , وغالبا ما يحدث الالتهاب الحاد عقب الإصابة بنزلات البرد أو التهاب البلعوم مما يتسبب بانسداد قناة أوستاكي وتراكم السوائل في الأذن الوسطى وبالتالي خلق وسط مثالي لنمو البكتيريا , وقد يستمر تراكم السوائل في الأذن الوسطى بعد الشفاء وقد يتحول الالتهاب الى نمط مزمن وبالتالي تأثر سمع الطفل بشكل مؤقت لحين التخلص من السوائل . 
أسباب وأعراض
* أما أسباب تكرار المرض عند الأطفال فيعود إلى عدة عوامل منها : 
•قصر طول قناة أوستاكي وفي وضع أقرب إلى الأفقي عند الأطفال مما يساعد على وصول السوائل بسرعة وبالتالي انسدادها.
•ارتفاع معدل تعرض الطفل لنزلات البرد وحساسية الأنف المتكررة، وبالتالي زيادة الإفرازات نتيجة لقلة المناعة العامة لدى الأطفال، مقارنة بالبالغين.
•الرضاعة عن طريق الزجاجة حيث يكون وضع الطفل أفقيا مما يساعد على تسرب بعض الحليب إلى الأذن الوسطى وحدوث الالتهاب , كما أشارت دراسات الى تناقص المناعة عند الأطفال الذين يعتمدون الرضاعة الصناعية . 
•تدخين أحد أو كلا الأبوين . 
* أعراض اصابة الطفل بالتهاب الأذن الوسطى : 
- الألم الشديد الذي يعبر عنه الطفل بالصراخ والبكاء وخاصة بعد الرضاعة  إذ أن الرضاعة تغير الضغط الداخلي للأذن لانسداد قناة أوستاكي أثناء البلع، ولذلك يفقد الطفل شهيته ويرفض الأكل.
- شد الأذن أو حكها المستمر .  
- ظهور إفرازات من الأذن وهو مؤشر على ثقب طبلة الاذن , ويلاحظ أن الألم يقل مع ظهور الإفرازات اذ أن انثقاب طبلة الأذن يخفف الضغط الناجم عن تجمع السوائل في الأذن الوسطى وبالتالي التخفيف من حدة الألم . 
- تأثر السمع بشكل طفيف ، وهو عرض متأخر نتيجة لتراكم السوائل في الأذن الوسطى ولكن قد يكون ضعف السمع هو العرض الوحيد الموجود مما يؤكد على ضرورة انتباه الأهل سواء بالمنزل أو إذا اشتكى الطفل من عدم سماعه للأصوات في المدرسة أو الأماكن العامة . 
مضاعفات التهاب الاذن الوسطى 
- تتركز المضاعفات التي يخشى من حدوثها عند التهاب الأذن الوسطى في تأثر السمع بشكل كبير كما تزداد فرصة تصلب طبلة الاذن  أو ثقبها الدائم .  
- التهاب العظمة الخلفية للجمجمة (الخشاء) Mastoiditis، وفي حالات نادرة قد يحدث التهاب في الغشاء المحيط بالدماغ Meningitis «الالتهاب السحائي»، وهو تطور شديد الخطورة ويجب أن يعالج بالمستشفى.
- التهاب العصب السابع (العصب الوجهي) . 
العلاج
- علاج الالتهاب في حالته الحادة يكون علاجاً دوائيا عن طريق المضادات الحيوية ويتم اختيار الأصناف ذات القدرة على التركز في سائل الأذن ومنها Amoxicillin & Clvulante أو Cefuroxime axetil عن طريق الفم أو Ceftriaxone عن طريق الحقن. ويُوصى بالاستمرار في العلاج لمدة عشرة أيام وان ظهر تحسن على حالة الطفل , ويمكن إعطاء الباراسيتامول لخفض درجة الحرارة والنخفيف من حدة الألم . 
- في حالات الالتهاب الارتشاحي الذي يرافقه وجود إفرازات وتراكم للسائل في الأذن الوسطى لفترة تتجاوز الثلاثة أشهر وتأثر السمع، يمكن وضع أنابيب تخترق طبلة الأذن من خلال عملية جراحية بسيطة لتسرع من عملية صرف السائل من الأذن,  وهذه الأنابيب تسقط من تلقاء نفسها بعد فترة تمتد من ستة أشهر إلى سنة ونصف، وتعود بعدها الحالة إلى طبيعتها . 
الوقاية
يمكن إعطاء بعض اللقاحات كاللقاح المُضاد لأمراض الجهاز التنفسي RSV - IGIV أو لقاح الإنفلونزا للأطفال الذين يعانون بشكل متكرر من التهاب الأذن، أكثر من خمس أو ست مرات في العام ويتبع تلك الإصابة زيادة معدل احتمالية التهاب الأذن الوسطى وتُعد اللقاحات المذكورة آمنة للاطفال الذين تزيد أعمارهم عن ستة أشهر . 
أما الوقاية عن طريق إعطاء جرعات من المضادات الحيوية، فلم تعد مجدية.. وهناك دراسات تشير إلى أن استخدامها يزيد من مقاومة البكتيريا للمضادات الحيوية. ويأتي في مقدمة طرق الوقاية، غير الدوائية أو الطبيعية، الرضاعة الطبيعية لفترة لا تقل عن ثلاثة أشهر، إذ إنها ترفع من مستوى مناعة الطفل , كما يُوصى بعدم تعريض الطفل لنيكوتين السجائر لفترات طويلة، لما له من أثر ضار على وجه العموم، إضافة لتأثيره المباشر على حدة السمع .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق