السبت، 1 مارس 2014

الدوار


                                      الدوار 

تعتبر اضطرابات التوازن من المشاكل الصحية الأكثر شيوعاً. ويعزى ذلك الى نتائجها التي تمتد لتؤثر في مناحي الحياة كافة للشخص المصاب الى درجة قد تحرمه من الاستمتاع بالحياة، وممارسة أنشطته اليومية في شكل اعتيادي.
  هذا المرض يعتبر السبب الأول والمباشر لأكثر الاصابات والجروح الناتجة عن السقوط، وخصوصاً مع كبار السن.   أنه لسوء الحظ قد يجد المريض نفسه واحداً من الكثيرين الذين يعانون من هذه المعضلة، وقد يجد نفسه مثلهم في حيرة كبيرة، بعد حصوله على آراء متعددة ومتباينة عن سبب المشكلة، بل وقد يشعر أنه قد أصبح عبارة عن حقل تجارب بعد قيامه بتناول أنواع لا تعد، من الأدوية والأعشاب والوصفات الطبية، بل والشعبية المختلفة ما يصيبه بإحباط شديد فيظن أن ما يشعر به ما هو إلا من نسيج الخيال وأنه لا أحد يدرك تماما ما هي المشكلة؟ ولا أحد يتعاطف معه فما هو العمل إذاً؟ يضيف د. أبو صفية أن المريض قد يشعر بالراحة عندما يعلم أن مشاكل التوازن والدوار ما هي إلا كغيرها من المشكلات الصحية التي إذا تم تشخيصها بشكل صحيح ومنطقي يمكن بسهولة ايجاد حل وعلاج فعال لها. كما أن المريض قد يشعر أيضا بالراحة عندما يعلم أن هذه المشاكل، ليست إلا أعراضاً مرضية، وليست مرضاً بحد ذاته. وعليه، فمعالجتها يجب أن تتم بطريقة صحيحة تبدأ أولاً بالتشخيص السليم ومن ثم العلاج. يتم هذا عادة بدراسة عميقة ومفصلة للحالة، بالإضافة إلى إجراء جميع الفحوص المخبرية اللازمة.
•هل تشعر بالدوار أو الدوخة؟ أي هل تشعر أن الدنيا تدور من حولك أو أنك تدور حول نفسك كأنك في دوامة؟ يشبه هذا الشعور ما كنا نحس به حين كنا نلعب في صغرنا لعبة الدوامة، وهي أن نلتف بسرعة مرات عدة بشكل سريع ونتوقف فجأة، فنشعر أن الدنيا ما زالت تدور، وقد نقع على الأرض ونضحك! ربما كان هذا الأمر مضحكاً ومسلياً، عندئذ لأنه كان مؤقتاً وطريفاً. لكنه ليس كذلك أبداً عندما يأتينا فجأة من دون سابق إنذار ويستمر لفترات طويلة يصاحبه شعور بالغثيان.
•هل تشعر بحالة من عدم التوازن، كأن الأشياء تميل من حولك، أو أنك لا تستطيع أن تقف بشكل صحيح؟ وهل تشعر بأنك لا تستطيع السير لوحدك من دون أن تمسك بشيء، أي أنك تترنح ذهاباً وإياباً؟
فإذا كنت تعاني من الأعراض المذكورة في الحالة الأولى، فالمشكلة بلا شك، وبنسبة 96 في المئة تعود إلى خلل في وظائف الأذن الداخلية. أما إذا كانت الأعراض مشابهة لما ورد في الحالة الثانية، فإن الأمور تصبح أكثر تعقيداً، وذلك لأن الأعراض قد تكون نتيجة عوامل كثيرة وتحمل معاني مختلفة. ولسبب ما، أول ما يتبادر إلى أذهان بعض الأطباء قليلي الخبرة، والكثير من المرضى، أن أسباب مشاكل اختلال التوازن يعود ربما إلى وجود أورام دماغية أو مشاكل عصبية خطيرة ولكن في حقيقة الأمر فإن هذه الاحتمالية تعتبر نادرة جداً، لأن غالبية مشاكل التوازن ليست دلالة على مشاكل صحية خطيرة، حتى لو كانت الأعراض المصاحبة شديدة. ولحسن الحظ فإن الكثير من الحالات المرضية الشائعة لها الأعراض نفسها. كما أن السبب الأكثر شيوعاً لحدوث الدوخة ينتج عن اضطرابات في وظائف الأذن الداخلية.
التدابير العلاجية
وعن التدابير العلاجية لهذا المرض العقاقير الطبية تعتبر احدى الوسائل الشائعة والمتبعة لعلاج اضطرابات التوازن والدوار. وعادة ما توصف للمرضى في المراحل الأولى، أي عند النوبة الأولى للدوار. وتعرف هذه الأدوية بمثبطات الأعصاب التوازنية الطرفية Vestibular Sedative وعملها يكمن بتخدير الأعصاب الطرفية لجهاز التوازن الموجود في الأذن الداخلية من أجل تخفيف حدة الأعراض. ومن الجدير بالذكر أنه لا ينصح بتناول هذه الأدوية لفترة طويلة لأنه يقلل من فرص الشفاء التلقائي. ومعروف علمياً ان الدماغ البشري له القدرة على اكتشاف الخلل المسبب للدوار في أغلب الأحيان، وعادة ما يقوم بمعالجته عن طريق ما يسمى بالتعويض المركزي، وذلك بإعادة برمجة تدفق سيل النبضات العصبية وموازنتها والذي من نتائجه الشعور بالتحسن التدريجي.
أما الطريقة العلاجية الأخرى فهي من خلال زيارة اختصاصي مشاكل التوازن، الذي يقوم بفحص دقيق وعميق للحالة واجراء جميع الفحوص التوازنية اللازمة التي تتضمن دراسة حركة العين، وفحص السمع، وفحص المشي، وفحص الوقوف بشكل معتدل، وغيرها من الفحوص المخبرية من أجل الوصول إلى تشخيص دقيق, ومن ثم وضع خطة علاجية فعالة.
ومن الأساليب العلاجية المتوفرة تمارين التوازن الحركية Balance Retraining Exercises، اذ قد يوصي الاختصاصي بهذه التمارين لعلاج مشاكل التوازن الناتجة عن أمراض الأذن الداخلية, بسبب الالتهابات أو إصابات الرأس. ويتم تدريب المريض على هذه التمارين من قبل اختصاصي العلاج الطبيعي أو الاختصاصي الذي لديه خبرة في علاج أمراض التوازن, ويتم تحديد نوعية التمارين المناسبة لحالة المريض وتدريبه عليها للقيام بها خلال الأوقات المناسبة له.
وأهمية هذه التمارين تكمن في أنها تجعل المريض يحس بالدوار البسيط, ما يساعد الدماغ على التكيف التدريجي بحيث يبدأ الدوار في التلاشي. وقد يحتاج المريض لأداء هذه التمارين مرتين يومياً لعدة أسابيع, قبل أن يشعر بالتحسن, وعلى المريض أن يستمر في عمل هذه التمارين حتى تزول الدوخة, أو الدوار, وقد يستغرق مثل هذا البرنامج العلاجي 8-9 أشهر حسب شدة الحالة من مريض لآخر.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق