إلتهاب الزائدة
حين تُصاب الزائدةُ بالاِلتهاب، لا
يمكن معالجتُها بالأدوية بفعَّالية. وإذا لم يُعالج الاِلتهابُ فوراً، فقد
تتمزَّق الزائدة مسبِّبة انتشارَ الاِلتهاب في سائر البطن، الأمر الذي قد
يسبِّب الموت. لذا، يُعدُّ اِلتهابُ الزائدة حالةً طبِّية طارئة تستدعي
جراحة اِستئصال الزائدة.
قد يُصاب أيُّ شخص باِلتهاب الزائدة، ولكنَّه يكون أكثرَ شيوعاً لدى الأشخاص الذين تتراوح أعمارُهم ما بين العاشرة والثلاثين من العمر.
يُسمَّى باطنُ للزائدة باللُمعة. وحين تُسدُّ اللمعة، يخفُّ تدفُّقُ الدم ويزداد الضغط داخل الزائدة. ويسبِّب ذلك الاِلتهاب، وهو ردَّة فعل من الجسم لمكافحة العدوى.
يسبِّب اِلتهابُ الزائدة لدى معظم المصابين ظهورَ كتلة متورِّمَة مليئة بسائل ملوَّث بالجراثيم، يُسمَّى القيح. وقد تنفجر هذه الكتلة المورِّمة أو تتمزَّق. ويعدُّ التمزُّقُ من أكثر المضاعفات خطورة بين مضاعفات اِلتهاب الزائدة، لأنَّه يؤدِّي إلى اِلتهاب الصفاق أو البريتوان (غلاف محيط بالأمعاء). واِلتهابُ الصِّفاق هو اِلتهاب خطير يسبِّبه تسرُّبُ الجَراثيم وما تحتوي عليه الزائدة الممزَّقة إلى البطن.
يحصر الجهازُ المناعي مكانَ الاِلتهاب أحياناً، فيشكِّل خُراجاً. وقد يكون هذا خراجُ الزائدة صغيراً بحجم الجوزة أو كبيراً بحجم حبَّة برتقال كبيرة. ولكن مهما كانَ حجمُ الخراج، يجب إزالتُه جراحياً قبل أن يتمزَّقَ ويسبِّب اِلتهاب الصفاق.
قد تؤدِّي مضاعفاتُ اِلتهاب الزائدة لدى بعض المرضى إلى فشل أحد أعضاء الجسم الرئيسيَّة والموت. يمثِّل اِستئصالُ الزائدة عمليةً جراحية؛ فإذا إنفجرت أو تمزَّقت قبل الجراحة، يقوم الجرَّاح بتنظيف البطن خلال الجراحة الطارئة. ولا يؤثِّر اِستئصالُ الزائدة في حياة المريض، ولا يسبِّب أيَّة مشاكلَ صحِّية معروفة.
يسبِّب انسداد باطن الزائدة اِلتهابَ الزائدة. وفي معظم الحالات، يكون البرازُ داخل الزائدة سبباً في انسدادها.
تسبِّب الاِلتهاباتُ الحرثوميَّة والفيروسية في الجهاز الهضمي تورُّمَ العقد اللمفيَّة، ممَّا قد يسبِّب عصر الزائدة وانسدادها. ويُسمَّى تورُّمُ العقد اللمفيَّة فرطَ التنسُّج اللِّمْفي.
كما تسبِّب الإصاباتُ الرضِّية في البطن، مثل الضربات وإصابات الحوادث، اِلتهابَ الزائدة لدى عددٍ قليل من الأشخاص. وهناك حالاتٌ كثيرة من اِلتهاب الزائدة لا يستطيع الأطبَّاءُ تحديدَ سببها.
أعراض التهاب الزائدة
تتجلَّى العلامةُ الأساسيَّة لاِلتهاب الزائدة في الألم في البطن، والذي يبدأ حول السرَّة، ثم ينتقل إلى الجزء السُّفلي الأيمن من البطن. ويزداد هذا الألمُ شدَّةً بعد ستِّ ساعات إلى اثنتي عشرة ساعة من بدايته.
يزداد الألمُ شدَّةً وسوءاً بالحركة وأخذ نفس عميق وبالسُّعال أو العطاس. وقد تصبح الجهةُ في الجزء السُّفلي الأيمن من البطن ممضَّةً جداً. (المَضضُ هو الأم الذي يُثار بالجسِّ أو اللَّمس).
تشمل أعراضُ اِلتهاب الزائدة الأخرى ما يلي، وقد لا يُصاب جميعُ المرضى بكلِّ هذه الأعراض:
بعد ذلك، قد ينتفخ البطن بأكمله بسبب الغازات والسائل، ويصبح مؤلماً عند لمسه. وإذا ما حدث ذلك، فقد يكون الألمُ أخفَّ من قبل، ولكنَّه يتمدَّد. وهذه الحالة مشكلةٌ طارئة تستدعي عمليةً جراحية فورية.
تشخيص التهاب الزائدة
تسبِّب العديدُ من الأمراض ألماً في البطن، كالألم الذي يسبِّبه اِلتهابُ الزائدة. لذا يُسأل الطبيبُ عن التاريخ الطبِّي العائلي للمريض، ويُجْري فحصاً شاملاً للتأكُّد من التشخيص.
يطرح الطبيبُ العديدَ من الأسئلة عن نوع الألم وأعراضه وتوقيته ومكانه ونمطه وشدَّته. كما يحتاج الطبيبُ إلى معرفة التاريخ الصحِّي للمريض وما إذا كان مُصاباً بأيَّة أمراض أو إذا ما أُجريت أيَّة عملية جراحية له في السابق. وقد يحتاج إلى معرفة تاريخ عائلته الطبِّي والأدوية التي يتناولها وأشكال الحساسيَّة المصاب بها. إذا كان المريضُ يتناول الكحول أو التبغ أو أيَّ نوع آخر من المخدِّرات، فعليه إخبار الطبيب، حيث تعدُّ هذه المعلومات سرَّيةً في معظم بلدان العالم، ولن يتشارك بها الطبيبُ مع أحد دون إذن من المريض.
قبل إجراء الفحص، تقيس الممرِّضةُ أو الطبيب العلامات الحيوية لدى المريض، وهي: درجة الحرارة وسرعة النبض ومعدَّل التنفُّس وضغط الدم. ومن الضَّروري أن يعرف الطبيبُ مكانَ الألم ونمطه كي يشخِّص الإصابة باِلتهاب الزائدة.
كما قد يحرِّك الطبيبُ ساقي المريض للتأكُّد من شعوره بالألم عند تحريك الورك. وقد تساعد هذه الاختباراتُ الطبيبَ على تشخيص الإصابة، ولكن لا يُصاب كلُّ المرضى بهذا العَرَض. قد يجري الطبيبُ فحصاً للمستقيم، وهذا الفحصُ ليس مؤلماً عادةً، ولكنَّه قد يكون مزعجاً.
قد يجري الطبيبُ فحصاً حوضياً (مسَّاً مهبلياً) للنساء، للتأكُّد من أنَّ سببَ الألم ليس تمزُّق كيسٍة في المبيضين أو أيَّة مشكلة أخرى في جهاز المرأة التناسلي.
يُستعان بفحص الدم لاكتشاف علامات الاِلتهاب أو العدوى، مثل ارتفاع عدد الكريَّات البيض. كما قد يساعد تحليلُ الدم على التأكُّد من عدم إصابة المريض بالتجفاف أو بخلل كيميائي. يُستعان بتحليل البول لاكتشاف أيَّة عدوى في المسالك البوليَّة.
عندما لا تكون الاختباراتُ الطبِّية كافيةً للتشخيص، فقد يستعمل الطبيبُ إحدى طرائق التصوير، ومنها فحوصاتُ الأشعَّة والموجات فوق الصوتية والتصوير المقطعي المحوسَب.
قد يطلب الطبيبُ إجراءَ تنظير للبطن للتأكُّد من عدم اِلتهاب المبيض أو أنبوب فالوب (البوق الرَّحمي). كما قد يطلب الطبيبُ من المرأة التي هي في سنِّ الإنجاب إجراءَ اختبار للحمل.
جراحة الزائدة
تُسمَّى هذه الجراحةُ اِستئصال الزائدة؛ ويمكن إجراؤها عن طريق الفتح أو عبر التنظير، حيث يتمُّ تخدير المريض تخديراً عاماً في كلتا الجراحتين.
في جراحة الفتح، يصنع الطبيبُ شقَّاً صغيراً في الجزء السُّفلي الأيمن من البطن، ثم يقطع الزائدة ويزيلها.
أمَّا خلال الجراحة بالتنظير، فيدخل الطبيبُ منظاراً في البطن عبر شقٍّ صغير. ويوجد في رأس المنظار كاميرا فيديو صغيرة تسمح للطبيب برؤية ما في داخل البطن على شاشة خارجية. ويجري الطبيبُ شقَّين صغيرين آخرين لإدخال جهاز يقطع الزائدةَ ويزيلها.
يُفضَّل إجراءُ جراحة التنظير بدلاً من جراحة الفتح لدى بعض المرضى، لأنَّ حجم الشقوق فيها أصغر، وقد تتطلَّب نسبة أقل من الأدوية المسكِّنة للألم. ولكن إذا كانت الزائدةُ قد انفجرت، أو إذا ظهر خراج، فقد تكون جراحةُ الفتح هي الخيار الوحيد.
قد يبدأ الطبيبُ أحياناً بالتنظير، ثم يُضطرُّ إلى عملية الفتح إذا وجد أنَّ ذلك آمنٌ أكثر بالنسبة للمريض. وقد يكون سببُ ذلك وجود الكثير من التندُّب في بطن المريض.
في كلتا الجراحتين، جراحة الفتح والتنظير، يشقُّ الطبيبُ البطنَ، ويستأصل الزائدة حتَّى وإن وجدَ أنَّ الزائدة طبيعية. وإذا تمَّ اِستئصالُ الزائدة بأكملها، لن يتمَّ تشخيصُ سبب أيِّ ألم في البطن بعد ذلك على أنَّه اِلتهاب الزائدة.
مخاطر جراحة الزائدة
تعدُّ جراحةُ اِستئصال الزائدة آمنة جداً. ولكن لها عدَّةُ مخاطر ومضاعفات محتملة، إنَّما غير شائعة. ومن الأفضل أن يتعرَّف عليها المريضُ في حال حصولها؛ فالتعرُّفُ على المضاعفات يبقي المريضَ على اطِّلاع، ممَّا قد يساعد الطبيب على إكتشاف المضاعفات مبكِّراً.
تشمل المخاطرُ والمضاعفات:
قد يسبِّب عدمُ الحركة في أثناء الجراحة وبعدها حدوثَ جلطات دمويَّة في الساقيين. وتظهر الجلطاتُ عادةً بعد عدَّة أيَّام من الجراحة، وقد تسبِّب الألم والتورُّم في الساقين.
قد تنتقل الجلطاتُ الدمويَّة من الساقيين إلى الرِّئتين، حيث تسبِّب ضيقاً في التنفُّس وألماً في الصدر أو حتَّى الموت. لذلك، من الضروري جداً إخبارُ الطبيب إذا شعر المريضُ بأيٍّ من تلك الأعراض. كما قد يحصل ضيق التنفُّس بشكل فجائي أحياناً من دون أيِّ إنذار. وقد يساعد النهوضُ من الفراش بعد الجراحة مباشرةً على الحدِّ من خطر الإصابة بالجلطات الدمويَّة في الساقين.
تظهر بعضُ المخاطر في أيِّ نوع من أنواع الجراحة، ومنها العدوى والنزف وتندُّب الجلد. وقد تكون العدوى عميقةً أو سطحيةً على البشرة. وقد تحدث العدوى في مكان الشُّقوق في البطن. أمَّا العدوى العميقة فقد تحدث في جوف البطن، وتُسمَّى اِلتهابَ الصفاق (البريتوان). وقد يتطلَّب علاج العدوى العميقة علاجاً طويل الأمد بالمضادَّات الحيوية والجراحة أحياناً لتصريف القيح. وفي بعض الحالات النادرة جداً، قد يستلزم الأمرُ تغييرَ مسار الأمعاء إلى خارج الجسم لبعض الوقت. ويزداد خطرُ الإصابة باِلتهاب الصفاق إذا كانت الزائدةُ قد تمزَّقت قبل العملية.
قد يحدث النزفُ خلال الجراحة أو بعدها. ويمكن أن يحتاج المريضُ عندئذ إلى نقل دم إو إلى جراحة أخرى. ولكنَّ هذه الحالة نادرةٌ جداً.
قد يحدث تندُّبٌ جلدي مؤلم أو قبيح المظهر. ويعدُّ التندُّب الذي يحدث بعد الجراحة المفتوحة أكبرَ حجماً من تندُّب الجراحة التنظيريَّة.
هناك مخاطرُ ومضاعفاتٌ أخرى متعلِّقة بجراحة اِستئصال الزائدة بشكلٍ خاص؛ وهي مخاطرُ نادرةٌ جداً، ولكن من الضَّروري التعرف عليها.
قد تُصاب بعضُ أعضاء البطن بجروح في حالاتٍ نادرة جداً، ومنها الأوعيةُ الدموية والأمعاء والقولون والكبد وغيرها. وقد تتطلَّب تلك الجروحُ جراحةُ أخرى لعلاجها.
يمكن أن يُصابَ المريضُ بالفتق في مكان الشقِّ بسبب ضعف عضلات البطن؛ وهذا خطرٌ نادر جداً، لأنَّ جدار البطن حيث تُجرى فيه الجراحةُ قويٌّ جداً. ولكنَّ ذلك يمكن أن يحصلَ، وقد يتطلَّب جراحةً أخرى لعلاجه.
في الحالات التي تنفجر فيها الزائدةُ، قد يحدث اِلتهابُ الصفاق بالرغم من تنظيف الجرَّاح للبطن. واِلتهابُ الصِّفاق هو اِلتهاب أو عدوى في جوف البطن قد يؤدِّي إلى تندُّب في هذا الجوف. وفي بعض الحالات النادرة، يؤدِّي هذا التندُّبُ إلى حدوث ناسور، وهو اتِّصالٌ ما بين الأمعاء وظاهر الجسم عبر الجلد. ويمكن أن يستدعي الناسورُ إجراءَ جراحة أو عدَّة جراحات لعلاجه.
قد يؤدِّي التندُّبُ أو الالتصاقات إلى المزيد من الألم في البطن في المستقبل. وفي بعض الحالات النادرة، يؤدِّي التندُّبُ إلى انسداد في الأمعاء، ممَّا قد يستدعي إجراءَ جراحة في البطن في المستقبل. ويمكن أن يحدث الانسدادُ بعد سنوات من جراحة اِستئصال الزائدة.
قد يجد الجرَّاح، في بعض الحالات، أنَّ الزائدة ليست ملتهبة وإنَّما طبيعية. ولكن بالرغم من ذلك، يستأصل الجرَّاحُ الزائدة كإجراء وقائي لتفادي حصول أيِّ خطأ في تشخيص الألم على أنَّه اِلتهابٌ في الزائدة عندَ حصول نوبة أخرى من ألم البطن في المستقبل.
بعد جراحة الزائدة
يُنقل المريضُ إلى غرفة الإفاقة بعد الجراحة، ثمَّ بعد ذلك إلى غرفة عادية في المستشفى.
يجري إدخالُ مصل في وريد المريض لتغذيته إلى أن يستطيعَ تناولَ الطعام والشراب من جَديد. ولا يُسمح للمريض بتناول الطعام حتَّى يُخرج الريح كدليلٍ على أنَّ الأمعاء تعمل بشكل طبيعي. كما قد يتمُّ إخراج أنبوب صغير من بطن المريض لتصريف السائل الفائض في البطن.
تساعد الممرِّضاتُ المريضَ على المشي بعد الجراحة حالما يستطيع، لكي يجري الدم في ساقيه. ويفيد ذلك في تفادي الجلطات الدمويَّة في الساقين.
قد يعودُ المريضُ إلى منزله في اليوم نفسه أو بعد بضعة أيَّام، وذلك بناءً على نوع الجراحة التي أجراها؛ فإذا كانت الجراحةُ تهدف إلى علاج الزائدة المتمزِّقة واِلتهاب الصفاق، فقد يحتاج المريضُ إلى البقاء في المستشفى فترةً أطول، مع أخذ المضادَّات الحيوية عن طريق الوريد.
يتحسَّن ألمُ البطن الشديد بسرعة بعد الجراحة، بالرغم من أنَّ ألم الشقوق الجراحيَّة قد يستمرَّ بضعةَ أيَّام.
قد يصف الطبيبُ أدوية مسكِّنة للألم، ويطلب من المريض عدمَ القيام بالكثير من الحركة. ويكون الشفاءُ من جراحة اِستئصال الزائدة بالتنظير أسرع من جراحة الفتح عادةً، ولكن على المريض عدم القيام بالكثير من الحركة لمدَّة أربعة إلى ستَّة أسابيع بعد الجراحة.
يتماثل معظمُ مرضى اِلتهاب الزائدة للشفاء، ونادراً ما يحتاجون إلى تغييرات في نظامهم الغذائي وتمارينهم الرياضية أو أسلوب حياتهم. كما يستطيع معظمُ المرضى العودةَ إلى نشاطهم الطبيعي خلال أسبوع إلى ثلاثة أسابيع بعد الجراحة.
تأكَّد من الاتِّصال بطبيبك إذا تعرَّضت لأيَّة أعراض جديدة، كالحمَّى والألم الشديد في البطن والضعف والتورُّم والعدوى.
قد يُصاب أيُّ شخص باِلتهاب الزائدة، ولكنَّه يكون أكثرَ شيوعاً لدى الأشخاص الذين تتراوح أعمارُهم ما بين العاشرة والثلاثين من العمر.
يُسمَّى باطنُ للزائدة باللُمعة. وحين تُسدُّ اللمعة، يخفُّ تدفُّقُ الدم ويزداد الضغط داخل الزائدة. ويسبِّب ذلك الاِلتهاب، وهو ردَّة فعل من الجسم لمكافحة العدوى.
يسبِّب اِلتهابُ الزائدة لدى معظم المصابين ظهورَ كتلة متورِّمَة مليئة بسائل ملوَّث بالجراثيم، يُسمَّى القيح. وقد تنفجر هذه الكتلة المورِّمة أو تتمزَّق. ويعدُّ التمزُّقُ من أكثر المضاعفات خطورة بين مضاعفات اِلتهاب الزائدة، لأنَّه يؤدِّي إلى اِلتهاب الصفاق أو البريتوان (غلاف محيط بالأمعاء). واِلتهابُ الصِّفاق هو اِلتهاب خطير يسبِّبه تسرُّبُ الجَراثيم وما تحتوي عليه الزائدة الممزَّقة إلى البطن.
يحصر الجهازُ المناعي مكانَ الاِلتهاب أحياناً، فيشكِّل خُراجاً. وقد يكون هذا خراجُ الزائدة صغيراً بحجم الجوزة أو كبيراً بحجم حبَّة برتقال كبيرة. ولكن مهما كانَ حجمُ الخراج، يجب إزالتُه جراحياً قبل أن يتمزَّقَ ويسبِّب اِلتهاب الصفاق.
قد تؤدِّي مضاعفاتُ اِلتهاب الزائدة لدى بعض المرضى إلى فشل أحد أعضاء الجسم الرئيسيَّة والموت. يمثِّل اِستئصالُ الزائدة عمليةً جراحية؛ فإذا إنفجرت أو تمزَّقت قبل الجراحة، يقوم الجرَّاح بتنظيف البطن خلال الجراحة الطارئة. ولا يؤثِّر اِستئصالُ الزائدة في حياة المريض، ولا يسبِّب أيَّة مشاكلَ صحِّية معروفة.
يسبِّب انسداد باطن الزائدة اِلتهابَ الزائدة. وفي معظم الحالات، يكون البرازُ داخل الزائدة سبباً في انسدادها.
تسبِّب الاِلتهاباتُ الحرثوميَّة والفيروسية في الجهاز الهضمي تورُّمَ العقد اللمفيَّة، ممَّا قد يسبِّب عصر الزائدة وانسدادها. ويُسمَّى تورُّمُ العقد اللمفيَّة فرطَ التنسُّج اللِّمْفي.
كما تسبِّب الإصاباتُ الرضِّية في البطن، مثل الضربات وإصابات الحوادث، اِلتهابَ الزائدة لدى عددٍ قليل من الأشخاص. وهناك حالاتٌ كثيرة من اِلتهاب الزائدة لا يستطيع الأطبَّاءُ تحديدَ سببها.
أعراض التهاب الزائدة
تتجلَّى العلامةُ الأساسيَّة لاِلتهاب الزائدة في الألم في البطن، والذي يبدأ حول السرَّة، ثم ينتقل إلى الجزء السُّفلي الأيمن من البطن. ويزداد هذا الألمُ شدَّةً بعد ستِّ ساعات إلى اثنتي عشرة ساعة من بدايته.
يزداد الألمُ شدَّةً وسوءاً بالحركة وأخذ نفس عميق وبالسُّعال أو العطاس. وقد تصبح الجهةُ في الجزء السُّفلي الأيمن من البطن ممضَّةً جداً. (المَضضُ هو الأم الذي يُثار بالجسِّ أو اللَّمس).
تشمل أعراضُ اِلتهاب الزائدة الأخرى ما يلي، وقد لا يُصاب جميعُ المرضى بكلِّ هذه الأعراض:
- فقدان الشهية.
- الغثيان.
- القيء.
- الإمساك أو الإسهال.
- عدم القدرة على إخراج الريح أو الغازات.
- حمَّى خفيفة.
- تورُّم البطن.
بعد ذلك، قد ينتفخ البطن بأكمله بسبب الغازات والسائل، ويصبح مؤلماً عند لمسه. وإذا ما حدث ذلك، فقد يكون الألمُ أخفَّ من قبل، ولكنَّه يتمدَّد. وهذه الحالة مشكلةٌ طارئة تستدعي عمليةً جراحية فورية.
تشخيص التهاب الزائدة
تسبِّب العديدُ من الأمراض ألماً في البطن، كالألم الذي يسبِّبه اِلتهابُ الزائدة. لذا يُسأل الطبيبُ عن التاريخ الطبِّي العائلي للمريض، ويُجْري فحصاً شاملاً للتأكُّد من التشخيص.
يطرح الطبيبُ العديدَ من الأسئلة عن نوع الألم وأعراضه وتوقيته ومكانه ونمطه وشدَّته. كما يحتاج الطبيبُ إلى معرفة التاريخ الصحِّي للمريض وما إذا كان مُصاباً بأيَّة أمراض أو إذا ما أُجريت أيَّة عملية جراحية له في السابق. وقد يحتاج إلى معرفة تاريخ عائلته الطبِّي والأدوية التي يتناولها وأشكال الحساسيَّة المصاب بها. إذا كان المريضُ يتناول الكحول أو التبغ أو أيَّ نوع آخر من المخدِّرات، فعليه إخبار الطبيب، حيث تعدُّ هذه المعلومات سرَّيةً في معظم بلدان العالم، ولن يتشارك بها الطبيبُ مع أحد دون إذن من المريض.
قبل إجراء الفحص، تقيس الممرِّضةُ أو الطبيب العلامات الحيوية لدى المريض، وهي: درجة الحرارة وسرعة النبض ومعدَّل التنفُّس وضغط الدم. ومن الضَّروري أن يعرف الطبيبُ مكانَ الألم ونمطه كي يشخِّص الإصابة باِلتهاب الزائدة.
كما قد يحرِّك الطبيبُ ساقي المريض للتأكُّد من شعوره بالألم عند تحريك الورك. وقد تساعد هذه الاختباراتُ الطبيبَ على تشخيص الإصابة، ولكن لا يُصاب كلُّ المرضى بهذا العَرَض. قد يجري الطبيبُ فحصاً للمستقيم، وهذا الفحصُ ليس مؤلماً عادةً، ولكنَّه قد يكون مزعجاً.
قد يجري الطبيبُ فحصاً حوضياً (مسَّاً مهبلياً) للنساء، للتأكُّد من أنَّ سببَ الألم ليس تمزُّق كيسٍة في المبيضين أو أيَّة مشكلة أخرى في جهاز المرأة التناسلي.
يُستعان بفحص الدم لاكتشاف علامات الاِلتهاب أو العدوى، مثل ارتفاع عدد الكريَّات البيض. كما قد يساعد تحليلُ الدم على التأكُّد من عدم إصابة المريض بالتجفاف أو بخلل كيميائي. يُستعان بتحليل البول لاكتشاف أيَّة عدوى في المسالك البوليَّة.
عندما لا تكون الاختباراتُ الطبِّية كافيةً للتشخيص، فقد يستعمل الطبيبُ إحدى طرائق التصوير، ومنها فحوصاتُ الأشعَّة والموجات فوق الصوتية والتصوير المقطعي المحوسَب.
قد يطلب الطبيبُ إجراءَ تنظير للبطن للتأكُّد من عدم اِلتهاب المبيض أو أنبوب فالوب (البوق الرَّحمي). كما قد يطلب الطبيبُ من المرأة التي هي في سنِّ الإنجاب إجراءَ اختبار للحمل.
جراحة الزائدة
تُسمَّى هذه الجراحةُ اِستئصال الزائدة؛ ويمكن إجراؤها عن طريق الفتح أو عبر التنظير، حيث يتمُّ تخدير المريض تخديراً عاماً في كلتا الجراحتين.
في جراحة الفتح، يصنع الطبيبُ شقَّاً صغيراً في الجزء السُّفلي الأيمن من البطن، ثم يقطع الزائدة ويزيلها.
أمَّا خلال الجراحة بالتنظير، فيدخل الطبيبُ منظاراً في البطن عبر شقٍّ صغير. ويوجد في رأس المنظار كاميرا فيديو صغيرة تسمح للطبيب برؤية ما في داخل البطن على شاشة خارجية. ويجري الطبيبُ شقَّين صغيرين آخرين لإدخال جهاز يقطع الزائدةَ ويزيلها.
يُفضَّل إجراءُ جراحة التنظير بدلاً من جراحة الفتح لدى بعض المرضى، لأنَّ حجم الشقوق فيها أصغر، وقد تتطلَّب نسبة أقل من الأدوية المسكِّنة للألم. ولكن إذا كانت الزائدةُ قد انفجرت، أو إذا ظهر خراج، فقد تكون جراحةُ الفتح هي الخيار الوحيد.
قد يبدأ الطبيبُ أحياناً بالتنظير، ثم يُضطرُّ إلى عملية الفتح إذا وجد أنَّ ذلك آمنٌ أكثر بالنسبة للمريض. وقد يكون سببُ ذلك وجود الكثير من التندُّب في بطن المريض.
في كلتا الجراحتين، جراحة الفتح والتنظير، يشقُّ الطبيبُ البطنَ، ويستأصل الزائدة حتَّى وإن وجدَ أنَّ الزائدة طبيعية. وإذا تمَّ اِستئصالُ الزائدة بأكملها، لن يتمَّ تشخيصُ سبب أيِّ ألم في البطن بعد ذلك على أنَّه اِلتهاب الزائدة.
مخاطر جراحة الزائدة
تعدُّ جراحةُ اِستئصال الزائدة آمنة جداً. ولكن لها عدَّةُ مخاطر ومضاعفات محتملة، إنَّما غير شائعة. ومن الأفضل أن يتعرَّف عليها المريضُ في حال حصولها؛ فالتعرُّفُ على المضاعفات يبقي المريضَ على اطِّلاع، ممَّا قد يساعد الطبيب على إكتشاف المضاعفات مبكِّراً.
تشمل المخاطرُ والمضاعفات:
- المَخاطر المتعلِّقة بالتخدير العام.
- المَخاطر المتعلِّقة بأيِّ نوع من الجراحة.
- المَخاطر الخاصَّة بجراحة اِستئصال الزائدة.
قد يسبِّب عدمُ الحركة في أثناء الجراحة وبعدها حدوثَ جلطات دمويَّة في الساقيين. وتظهر الجلطاتُ عادةً بعد عدَّة أيَّام من الجراحة، وقد تسبِّب الألم والتورُّم في الساقين.
قد تنتقل الجلطاتُ الدمويَّة من الساقيين إلى الرِّئتين، حيث تسبِّب ضيقاً في التنفُّس وألماً في الصدر أو حتَّى الموت. لذلك، من الضروري جداً إخبارُ الطبيب إذا شعر المريضُ بأيٍّ من تلك الأعراض. كما قد يحصل ضيق التنفُّس بشكل فجائي أحياناً من دون أيِّ إنذار. وقد يساعد النهوضُ من الفراش بعد الجراحة مباشرةً على الحدِّ من خطر الإصابة بالجلطات الدمويَّة في الساقين.
تظهر بعضُ المخاطر في أيِّ نوع من أنواع الجراحة، ومنها العدوى والنزف وتندُّب الجلد. وقد تكون العدوى عميقةً أو سطحيةً على البشرة. وقد تحدث العدوى في مكان الشُّقوق في البطن. أمَّا العدوى العميقة فقد تحدث في جوف البطن، وتُسمَّى اِلتهابَ الصفاق (البريتوان). وقد يتطلَّب علاج العدوى العميقة علاجاً طويل الأمد بالمضادَّات الحيوية والجراحة أحياناً لتصريف القيح. وفي بعض الحالات النادرة جداً، قد يستلزم الأمرُ تغييرَ مسار الأمعاء إلى خارج الجسم لبعض الوقت. ويزداد خطرُ الإصابة باِلتهاب الصفاق إذا كانت الزائدةُ قد تمزَّقت قبل العملية.
قد يحدث النزفُ خلال الجراحة أو بعدها. ويمكن أن يحتاج المريضُ عندئذ إلى نقل دم إو إلى جراحة أخرى. ولكنَّ هذه الحالة نادرةٌ جداً.
قد يحدث تندُّبٌ جلدي مؤلم أو قبيح المظهر. ويعدُّ التندُّب الذي يحدث بعد الجراحة المفتوحة أكبرَ حجماً من تندُّب الجراحة التنظيريَّة.
هناك مخاطرُ ومضاعفاتٌ أخرى متعلِّقة بجراحة اِستئصال الزائدة بشكلٍ خاص؛ وهي مخاطرُ نادرةٌ جداً، ولكن من الضَّروري التعرف عليها.
قد تُصاب بعضُ أعضاء البطن بجروح في حالاتٍ نادرة جداً، ومنها الأوعيةُ الدموية والأمعاء والقولون والكبد وغيرها. وقد تتطلَّب تلك الجروحُ جراحةُ أخرى لعلاجها.
يمكن أن يُصابَ المريضُ بالفتق في مكان الشقِّ بسبب ضعف عضلات البطن؛ وهذا خطرٌ نادر جداً، لأنَّ جدار البطن حيث تُجرى فيه الجراحةُ قويٌّ جداً. ولكنَّ ذلك يمكن أن يحصلَ، وقد يتطلَّب جراحةً أخرى لعلاجه.
في الحالات التي تنفجر فيها الزائدةُ، قد يحدث اِلتهابُ الصفاق بالرغم من تنظيف الجرَّاح للبطن. واِلتهابُ الصِّفاق هو اِلتهاب أو عدوى في جوف البطن قد يؤدِّي إلى تندُّب في هذا الجوف. وفي بعض الحالات النادرة، يؤدِّي هذا التندُّبُ إلى حدوث ناسور، وهو اتِّصالٌ ما بين الأمعاء وظاهر الجسم عبر الجلد. ويمكن أن يستدعي الناسورُ إجراءَ جراحة أو عدَّة جراحات لعلاجه.
قد يؤدِّي التندُّبُ أو الالتصاقات إلى المزيد من الألم في البطن في المستقبل. وفي بعض الحالات النادرة، يؤدِّي التندُّبُ إلى انسداد في الأمعاء، ممَّا قد يستدعي إجراءَ جراحة في البطن في المستقبل. ويمكن أن يحدث الانسدادُ بعد سنوات من جراحة اِستئصال الزائدة.
قد يجد الجرَّاح، في بعض الحالات، أنَّ الزائدة ليست ملتهبة وإنَّما طبيعية. ولكن بالرغم من ذلك، يستأصل الجرَّاحُ الزائدة كإجراء وقائي لتفادي حصول أيِّ خطأ في تشخيص الألم على أنَّه اِلتهابٌ في الزائدة عندَ حصول نوبة أخرى من ألم البطن في المستقبل.
بعد جراحة الزائدة
يُنقل المريضُ إلى غرفة الإفاقة بعد الجراحة، ثمَّ بعد ذلك إلى غرفة عادية في المستشفى.
يجري إدخالُ مصل في وريد المريض لتغذيته إلى أن يستطيعَ تناولَ الطعام والشراب من جَديد. ولا يُسمح للمريض بتناول الطعام حتَّى يُخرج الريح كدليلٍ على أنَّ الأمعاء تعمل بشكل طبيعي. كما قد يتمُّ إخراج أنبوب صغير من بطن المريض لتصريف السائل الفائض في البطن.
تساعد الممرِّضاتُ المريضَ على المشي بعد الجراحة حالما يستطيع، لكي يجري الدم في ساقيه. ويفيد ذلك في تفادي الجلطات الدمويَّة في الساقين.
قد يعودُ المريضُ إلى منزله في اليوم نفسه أو بعد بضعة أيَّام، وذلك بناءً على نوع الجراحة التي أجراها؛ فإذا كانت الجراحةُ تهدف إلى علاج الزائدة المتمزِّقة واِلتهاب الصفاق، فقد يحتاج المريضُ إلى البقاء في المستشفى فترةً أطول، مع أخذ المضادَّات الحيوية عن طريق الوريد.
يتحسَّن ألمُ البطن الشديد بسرعة بعد الجراحة، بالرغم من أنَّ ألم الشقوق الجراحيَّة قد يستمرَّ بضعةَ أيَّام.
قد يصف الطبيبُ أدوية مسكِّنة للألم، ويطلب من المريض عدمَ القيام بالكثير من الحركة. ويكون الشفاءُ من جراحة اِستئصال الزائدة بالتنظير أسرع من جراحة الفتح عادةً، ولكن على المريض عدم القيام بالكثير من الحركة لمدَّة أربعة إلى ستَّة أسابيع بعد الجراحة.
يتماثل معظمُ مرضى اِلتهاب الزائدة للشفاء، ونادراً ما يحتاجون إلى تغييرات في نظامهم الغذائي وتمارينهم الرياضية أو أسلوب حياتهم. كما يستطيع معظمُ المرضى العودةَ إلى نشاطهم الطبيعي خلال أسبوع إلى ثلاثة أسابيع بعد الجراحة.
تأكَّد من الاتِّصال بطبيبك إذا تعرَّضت لأيَّة أعراض جديدة، كالحمَّى والألم الشديد في البطن والضعف والتورُّم والعدوى.